رحمك الله يا أحمد
وأسكنك فسيح جناته
وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
وارحمه برحمتك
اللهم أسكنه جنة الفردوس الأعلى
مع الصديقين والشهداء والأنبياء والصالحين
ونقه من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين
((رحلت يا أحمد))
يوم الخامس والعشرين
" الإثنين "
من شهر صفر لعام 1429 هـ
فقد طلاب سكن جامعة الملك عبد العزيز من يوقظهم لصلاة الفجر
إنهم فتية جمعتهم أخوة الدراسة وغربة الأهل والمكان
والحب في الله ولله..
في هذا اليوم.....
كانت الأم الرؤوم تلحق الإتصال تلو الإتصال بإبنها المغترب لأجل طلب العلم..
تتصل يوميا لتوقظه لصلاة الفجر..
ومن ثم تتسامر معه مساءً لتسأل عن أخباره.
لم يبق إلا هذين الشهرين ليتخرج من كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز..
فقدت هذه الأم أغلى وأعز ما تملك..
فقدت الهواء الذي تتنفسه..
والنور الذي ترى به جمال الدنيا..
فقد كانت تأمل أن ترى ابنها متخرجا من الجامعة
رافعا لواء العلم بشهادته
وعائدا إلى أرضه التي احتضنته منذ طفولته
هانئا بين أهله ووالديه
لكن.....
وللأسف
ودعته متخرجا من الدنيا بأسرها..
فحمدت الله وأثنت عليه
واسترجعت قائلة "إنا لله وإن إليه راجعون"
((اللهم اجعلني من المؤمنين الراضين بقضائك وقدرك))
فقد وجده زملاؤه نائما على سريره..
بجوار رأسه كتاب الله
ومطويات الأذكار الصباحية والمسائية..
فاضت روحه إلى من خلقه
صائما هانئا مطمئنا على فراشه
وجواله بجواره منتظرا أمه لتوقظه فجرا للصلاة.
لا حول لي ولا قوة إلا الإيمان بما قسم الله.
فقد امتلأ قلبي أسى وحزنا على فرقاك يا ابني الغالي..
سأظل أبكيك يا أحمد أمد الدهر..
وستبكيك الأرض بما رحبت..
وسيبكيك البحر بشطآنه
والأسماك التي كنت تداعبها وتغوص لرؤيتها..
وستبكيك فرسك "ليندا" ومضمارها..
وستبكيك الجامعة بقاعاتها وردهاتها وأقسامها
وطلابها وأساتذتها..
وسيبكيك سكن الطلاب الجامعي بحجراته وممراته
وأبنائه ومشرفيه وعماله..
وستبكيك المساجد بمصليها ومآذنها
لما قدمت لها من أعمال خيرية..
وستبكيك دور الأيتام بما فيها من أيتام وعمال ومشرفين..
وسيبكيك الصغار قبل الكبار
لأنهم سيفتقدون لمساتك الحانية
وابتساماتك العذبة..
ستبكيك المدينة
بحاراتها وملاعبها وسكانها وكل من عرفك..
فالكل لن ينسى محاسنك يا ولدي
وقلبك الكبير الطيب المتسامح..
سيبكيك كل من عرفك ومن لم يعرفك
وسيدعو لك الجميع
وأولهم
قلب أمك المكلوم
بأن يوسع لك في قبرك
وينيره لك
ويجعله لك روضة من رياض الجنة..
ويجمعني أنا
وكل من أحببتهم وأحبوك في الله
في جنات الخلد بالفردوس الأعلى..
فأنا أشهد الله وملائكته وجميع خلقه
بأني راضية عنك
وأسأل الله أن يرضى عنك دنيةً وآخرة..
آآآآآآآآآه
نم يا بني....
نم قرير العين..
فقد كان آخر عهدك بالمدينة صلاة الفجر من ثاني أيام صفر 1429هـ
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
والحمد لله على كل حال
لم يقدر لك الله أن تعود إليها على قدميك
ولكن أعادك إليها محملا بأكفانك
لتدفن تحت ترابها الطاهر بجنب سيد الأنام صلى الله عليه وسلم
في ثرى طيبة الطيبة
لن يكفيني الكلام بني لكي أعبر عنك
فليس بيدي سوى أن
"أسأل الله أن يكتبك مع النبيين
والصديقين والشهداء
وحسن أولئك رفيقا"
والدتك
المدينة المنورة
9/3/1429هـ
هكذا كانت آخر كلمات كتبتها والدته بعد رحيله
بل ونقشتها بحبر دمها
ودموع قهرها
وأسكنك فسيح جناته
وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
وارحمه برحمتك
اللهم أسكنه جنة الفردوس الأعلى
مع الصديقين والشهداء والأنبياء والصالحين
ونقه من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين
((رحلت يا أحمد))
يوم الخامس والعشرين
" الإثنين "
من شهر صفر لعام 1429 هـ
فقد طلاب سكن جامعة الملك عبد العزيز من يوقظهم لصلاة الفجر
إنهم فتية جمعتهم أخوة الدراسة وغربة الأهل والمكان
والحب في الله ولله..
في هذا اليوم.....
كانت الأم الرؤوم تلحق الإتصال تلو الإتصال بإبنها المغترب لأجل طلب العلم..
تتصل يوميا لتوقظه لصلاة الفجر..
ومن ثم تتسامر معه مساءً لتسأل عن أخباره.
لم يبق إلا هذين الشهرين ليتخرج من كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز..
فقدت هذه الأم أغلى وأعز ما تملك..
فقدت الهواء الذي تتنفسه..
والنور الذي ترى به جمال الدنيا..
فقد كانت تأمل أن ترى ابنها متخرجا من الجامعة
رافعا لواء العلم بشهادته
وعائدا إلى أرضه التي احتضنته منذ طفولته
هانئا بين أهله ووالديه
لكن.....
وللأسف
ودعته متخرجا من الدنيا بأسرها..
فحمدت الله وأثنت عليه
واسترجعت قائلة "إنا لله وإن إليه راجعون"
((اللهم اجعلني من المؤمنين الراضين بقضائك وقدرك))
فقد وجده زملاؤه نائما على سريره..
بجوار رأسه كتاب الله
ومطويات الأذكار الصباحية والمسائية..
فاضت روحه إلى من خلقه
صائما هانئا مطمئنا على فراشه
وجواله بجواره منتظرا أمه لتوقظه فجرا للصلاة.
لا حول لي ولا قوة إلا الإيمان بما قسم الله.
فقد امتلأ قلبي أسى وحزنا على فرقاك يا ابني الغالي..
سأظل أبكيك يا أحمد أمد الدهر..
وستبكيك الأرض بما رحبت..
وسيبكيك البحر بشطآنه
والأسماك التي كنت تداعبها وتغوص لرؤيتها..
وستبكيك فرسك "ليندا" ومضمارها..
وستبكيك الجامعة بقاعاتها وردهاتها وأقسامها
وطلابها وأساتذتها..
وسيبكيك سكن الطلاب الجامعي بحجراته وممراته
وأبنائه ومشرفيه وعماله..
وستبكيك المساجد بمصليها ومآذنها
لما قدمت لها من أعمال خيرية..
وستبكيك دور الأيتام بما فيها من أيتام وعمال ومشرفين..
وسيبكيك الصغار قبل الكبار
لأنهم سيفتقدون لمساتك الحانية
وابتساماتك العذبة..
ستبكيك المدينة
بحاراتها وملاعبها وسكانها وكل من عرفك..
فالكل لن ينسى محاسنك يا ولدي
وقلبك الكبير الطيب المتسامح..
سيبكيك كل من عرفك ومن لم يعرفك
وسيدعو لك الجميع
وأولهم
قلب أمك المكلوم
بأن يوسع لك في قبرك
وينيره لك
ويجعله لك روضة من رياض الجنة..
ويجمعني أنا
وكل من أحببتهم وأحبوك في الله
في جنات الخلد بالفردوس الأعلى..
فأنا أشهد الله وملائكته وجميع خلقه
بأني راضية عنك
وأسأل الله أن يرضى عنك دنيةً وآخرة..
آآآآآآآآآه
نم يا بني....
نم قرير العين..
فقد كان آخر عهدك بالمدينة صلاة الفجر من ثاني أيام صفر 1429هـ
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
والحمد لله على كل حال
لم يقدر لك الله أن تعود إليها على قدميك
ولكن أعادك إليها محملا بأكفانك
لتدفن تحت ترابها الطاهر بجنب سيد الأنام صلى الله عليه وسلم
في ثرى طيبة الطيبة
لن يكفيني الكلام بني لكي أعبر عنك
فليس بيدي سوى أن
"أسأل الله أن يكتبك مع النبيين
والصديقين والشهداء
وحسن أولئك رفيقا"
والدتك
المدينة المنورة
9/3/1429هـ
هكذا كانت آخر كلمات كتبتها والدته بعد رحيله
بل ونقشتها بحبر دمها
ودموع قهرها